أدوية لها علاقة بالتوحج لدى أطفال النساء الحوامل
أدوية لها علاقة بالتوحج لدى أطفال النساء الحوامل
فهم تأثير الأدوية التي تتناولها النساء الحوامل على أطفالهن أمر بالغ الأهمية، خاصة فيما يتعلق بحالات مثل التوحد (اضطراب طيف التوحد - ASD). ومع ذلك، من الضروري التأكيد على أن الأبحاث الحالية لا تزال غير قاطعة ولا يوجد دليل قوي يشير إلى أن دواءً معيناً تتناوله الأم أثناء الحمل يسبب التوحد بشكل مباشر لدى الطفل
معظم حالات التوحد يُعتقد أنها ناتجة عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية
ومع ذلك، هناك بعض الدراسات التي بحثت في ارتباطات محتملة بين استخدام بعض الأدوية أثناء الحمل وزيادة طفيفة في خطر إصابة الطفل بالتوحد. من المهم فهم هذه الارتباطات بدقة
الأدوية التي تم بحث ارتباطها المحتمل بالتوحد (مع التأكيد على أن الأدلة ليست قوية وحاسمة)
حمض الفالبرويك (Valproic Acid): يستخدم لعلاج الصرع والاضطراب ثنائي القطب والصداع النصفي. أظهرت بعض الدراسات وجود ارتباط بين استخدامه أثناء الحمل وزيادة خطر إصابة الطفل بالتوحد واضطرابات النمو الأخرى. يُعتبر هذا الارتباط من بين الأقوى التي تم رصدها حتى الآن، ولذلك يُنصح بتجنب استخدامه أثناء الحمل قدر الإمكان، خاصة في الثلث الأول، إلا إذا كانت هناك ضرورة طبية قصوى وبإشراف طبي دقيق
مضادات الاكتئاب من نوع SSRIs (مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية): استخدمت على نطاق واسع لعلاج الاكتئاب والقلق. بعض الدراسات الأولية أشارت إلى ارتباط محتمل بين استخدامها في الثلث الثاني والثالث من الحمل وزيادة طفيفة في خطر التوحد. ومع ذلك، فإن العديد من الدراسات اللاحقة لم تؤكد هذه النتائج، وهناك جدل مستمر حول هذا الارتباط. من المهم للنساء الحوامل اللاتي يحتجن إلى مضادات الاكتئاب مناقشة المخاطر والفوائد مع طبيبهن لاتخاذ قرار مستنير
الباراسيتامول: يستخدم لتخفيف الألم والحمى. بعض الأبحاث الحديثة أثارت مخاوف بشأن استخدامه المطول أو المتكرر أثناء الحمل وارتباطه المحتمل بزيادة خطر الإصابة بالتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). ومع ذلك، لا تزال هذه النتائج أولية وتحتاج إلى مزيد من البحث لتأكيدها. لا يُنصح بالاستخدام الروتيني أو لفترات طويلة دون استشارة الطبيب، ولكن الاستخدام العرضي بجرعات موصى بها يعتبر بشكل عام آمناً
نقاط مهمة يجب تذكرها
الارتباط لا يعني السببية: حتى لو أظهرت بعض الدراسات ارتباطاً بين استخدام دواء معين وزيادة خطر التوحد، فهذا لا يعني بالضرورة أن الدواء هو السبب المباشر. قد تكون هناك عوامل أخرى لم يتم أخذها في الاعتبار
الخطر المطلق صغير: حتى في الدراسات التي أظهرت ارتباطاً، فإن الزيادة في الخطر المطلق للإصابة بالتوحد غالباً ما تكون صغيرة
فوائد الدواء للأم: في كثير من الحالات، تكون فوائد الدواء للأم ضرورية لصحتها ورفاهيتها، وقد يفوق ذلك المخاطر المحتملة على الطفل. يجب اتخاذ القرارات بشأن استخدام الأدوية أثناء الحمل دائماً بمشاركة الطبيب
الحاجة إلى مزيد من البحث: لا يزال فهم العوامل التي تساهم في التوحد قيد الدراسة، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد أي تأثير محتمل للأدوية التي تتناولها الأم أثناء الحمل
نصيحة للنساء الحوامل
أبلغي طبيبك بجميع الأدوية التي تتناولينها: يشمل ذلك الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة والمكملات العشبية
لا تتوقفي عن تناول أي دواء موصوف لك دون استشارة طبيبك: قد يكون إيقاف الدواء فجأة خطيراً على صحتك وصحة جنينك
ناقشي مع طبيبك المخاطر والفوائد المحتملة لأي دواء تحتاجين إليه أثناء الحمل: سيقوم طبيبك بتقييم حالتك الفردية وتقديم أفضل النصائح بناءً على الأدلة المتاحة
تجنبي تناول أي أدوية غير ضرورية أثناء الحمل: خاصة في الثلث الأول، وهو فترة حرجة لنمو الجنين
باختصار، في حين أن هناك بعض الأدوية التي أثيرت حولها مخاوف بشأن ارتباطها المحتمل بالتوحد، فإن الأدلة الحالية ليست قوية وحاسمة. من الضروري أن تتحدث النساء الحوامل مع أطبائهن حول أي أدوية يتناولنها لاتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على أحدث المعلومات المتاحة وتقييم المخاطر والفوائد الفردية