استخدام الشاشات وخطر التوحد لدى الأطفال

استخدام الشاشات وخطر التوحد لدى الأطفال

استخدام الشاشات وتأثيرها على صحة الأطفال هو موضوع يثير الكثير من النقاش في الأوساط العلمية والطبية. في ما يخص خطر التوحد، الدراسات لم تثبت علاقة مباشرة بين استخدام الشاشات وظهور اضطراب طيف التوحد (ASD)، ولكن هناك بعض النقاط التي تستحق التوضيح

الشاشات وتأثيرها على تطور المهارات الاجتماعية

التفاعل المباشر: الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً أمام الشاشات قد يكون لديهم فرص أقل للتفاعل المباشر مع الآخرين، وهو أمر مهم جدًا لتطوير المهارات الاجتماعية واللغوية

اللغة والتواصل: الإفراط في استخدام الشاشات قد يؤدي إلى تأخر في تطور اللغة أو مشاكل في التواصل، خاصة إذا لم يكن هناك إشراف أو مشاركة من الوالدين

اضطراب طيف التوحد (ASD)

أسباب التوحد: التوحد هو اضطراب نمائي عصبي ينتج عن عوامل جينية وبيئية معقدة. لا توجد أدلة علمية تؤكد أن استخدام الشاشات يسبب التوحد

العوامل البيئية: الدراسات تركز أكثر على تأثير العوامل الوراثية والبيولوجية، مثل مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، بدلاً من العوامل السلوكية مثل الشاشات

الأبحاث حول الشاشات

بعض الدراسات أشارت إلى أن الاستخدام المكثف للشاشات قد يؤثر على تطور المهارات الاجتماعية والانتباه عند الأطفال الصغار، لكن هذا ليس بالضرورة مرتبطًا بالتوحد

على سبيل المثال، الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات بدون تفاعل بشري مباشر قد يظهرون أعراضًا مشابهة للتوحد (مثل قلة التواصل البصري أو التفاعل الاجتماعي)، لكنها تختفي عند تقليل وقت الشاشة وزيادة التفاعل مع الأسرة

التوصيات

الحد من وقت الشاشة: تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بتقليل وقت الشاشة للأطفال دون سن الثانية، إلا إذا كان المحتوى تعليميًا وتحت إشراف الوالدين

التفاعل البشري: يجب تشجيع الأنشطة التي تعتمد على التفاعل المباشر مع الأطفال مثل اللعب والقراءة والأنشطة البدنية

مراقبة المحتوى: إذا استخدم الأطفال الشاشات، يجب أن يكون المحتوى ذا قيمة تعليمية وأن يكون هناك تفاعل مباشر مع الأهل أثناء الاستخدام

نصيحة عملية

إذا كنت قلقًا بشأن سلوكيات طفلك (مثل قلة التواصل البصري أو تأخر اللغة)، من الأفضل استشارة طبيب أطفال أو أخصائي نمو وسلوكيات الأطفال لتقييم الحالة

إليك نصائح عملية لتقليل وقت الشاشة لدى الأطفال وتعزيز التفاعل والنشاط البدني والاجتماعي

وضع حدود واضحة لوقت الشاشة

حدد وقتًا يوميًا ثابتًا للشاشات حسب عمر الطفل

للأطفال أقل من سنتين: تجنب الشاشات قدر الإمكان، باستثناء مكالمات الفيديو العائلية

للأطفال بين 2-5 سنوات: لا تزيد عن ساعة واحدة يوميًا من البرامج التعليمية تحت إشراف الوالدين

للأطفال الأكبر سنًا: تحديد أوقات للشاشات مرتبطة بأنشطة تعليمية أو ترفيهية معتدلة

تخصيص أوقات خالية من الشاشات

ضع قواعد تمنع استخدام الشاشات خلال الأوقات المهمة مثل

أوقات الطعام

قبل النوم بساعتين (لتجنب تأثير الضوء الأزرق على النوم)

أثناء الاجتماعات أو الأنشطة العائلية

تقديم بدائل ممتعة

شجع الأطفال على الأنشطة التي لا تعتمد على الشاشات

أنشطة خارجية: مثل ركوب الدراجة، اللعب في الحديقة، أو المشي

ألعاب إبداعية: مثل الرسم، التلوين، البناء بالمكعبات

القراءة: اجعل القراءة جزءًا من الروتين اليومي

اللعب التخيلي: مثل تمثيل الأدوار أو اللعب بالدمى

كن قدوة حسنة

الأطفال يتعلمون من سلوك الوالدين؛ قلل من وقتك أمام الشاشة أيضًا، وركز على التفاعل مع طفلك

اجعل أوقات العائلة خالية من الهواتف والشاشات تمامًا

استخدام التطبيقات بحكمة

اختر تطبيقات أو برامج تعليمية تفاعلية، واشترك في التجربة مع الطفل

اشرح للطفل ما يشاهده، واطرح عليه أسئلة لتحفيز التفكير والتفاعل

توفير بيئة غنية بالأنشطة

املأ المنزل بالكتب، الألعاب التعليمية، والأدوات التي تحفز الأطفال على اللعب والإبداع.

خصص منطقة في المنزل لتكون خالية تمامًا من الأجهزة الإلكترونية

جدول يومي متوازن

صمم جدولًا يوميًا يحتوي على

وقت للأنشطة البدنية

وقت للتعلم واللعب الإبداعي

وقت للراحة والقراءة

التواصل مع الطفل

تحدث مع الطفل عن أسباب تقليل وقت الشاشة وأهمية الأنشطة الأخرى لتطوره وصحته

اجعل النقاش إيجابيًا، وابتعد عن الأوامر المباشرة أو العقاب

تشجيع اللعب الجماعي

شجع طفلك على اللعب مع أقرانه أو الأشقاء، ما يعزز التفاعل الاجتماعي

ادعُ الأصدقاء أو الجيران إلى أنشطة ترفيهية مشتركة

مراقبة المحتوى

تأكد من أن المحتوى الذي يشاهده الطفل مناسب لعمره، ويخلو من العنف أو المشاهد السلبية

استبدل الفيديوهات السلبية بمحتوى تعليمي أو ترفيهي مفيد

خلق روتين نوم صحي

تجنب استخدام الشاشات قبل النوم، واستبدلها بقراءة قصة أو الحديث مع الطفل